قصة الملك والخـــادم

في يوم من الأيام في مكان ما كان يعيش ملك من الملوك في مملكته الواسعة...

وكان يجب أن يكون ممتنا لما عنده في هذه المملكة من خيرات كثيرة...

ولكنه كان غير راضي عن نفسه وعما هو فيه...

وفي يوم استيقظ على صوت جميل يغني بهدوء ونعومة وسعادة...

فتطلع لمكان هذا الصوت... فوجده خادما يعمل لديه في الحديقة ...

وكان وجه هذا الخادم ينم على الطيبة والقناعة والسعادة...

فاستدعاه الملك إليه وسأله:

لم أنت سعيد هكذا مع أنك خادم ودخلك قليل و حالك يدل على أنك بالكاد تملك ما يكفيك؟ ...

فرد عليه هذا الخادم:

أنا أعمل لديك يا مولاي الملك وأحصل على ما يكفيني وعائلتي و لدينا سقف ننام تحته...

و أنا سعيد لسعادة عائلتي...

فلا يهمني أي شئ آخر...مادام هناك خبز يوضع للأكل على طاولتي يوميا...

فتعجب الملك لأمر هذا الخادم الذي يصل إلى حد الكفاف في حياته

ومع ذلك فهو قانع و سعيد بما هو فيه!!!

نادى الملك على وزيره وأخبره حكاية هذا الرجل...

فاستمع له وزيره بإنصات شديد ثم أخبره أن يقوم بعمل ما...

فسأله الملك عن ذلك فقال له: "نادي 99 "

فتعجب الملك من هذا وسأل: ماذا تعني بذلك؟

فقال له الوزير:

عليك بوضع 99 عملة ذهبية في كيس ووضعها أمام بيت هذا العامل الفقير

وفي الليل بدون أن يراك أحد اختبأ ولنرى ماذا سيحدث؟

فقام الملك فورا وعمل بكلام وزيره وانتظر حتى حان الليل ثموضع الكيس

واختبأ منتظرا ما سوف يحدث...

وجد الرجل الفقير الكيس فطار من الفرح ونادى أهل بيته وأخبرهم بذلك..

بعدها قفل باب بيته ثم جعل أهله ينامون...ثم جلس إلى طاولته يعد القطع الذهبية...

فوجدها 99 قطعة...فأخبر نفسه ربما تكون وقعت القطعة المائة في مكان ما...

فظل يبحث ولكن دون جدوى وحتى أنهكه التعب...

فقال لنفسه لا بأس سوف أعمل وأستطيع أن أشتري القطعة المائة الناقصة

فيصبح عندي 100 قطعة ذهبية...

وذهب لينام...ولكنه في اليوم التالي تأخر في الاستيقاظ ...

فأخذ يسب ويلعن في أسرته التي كان يراعيها بمنتهى الحب والحنان وصرخ في أبنائه

بعد أن كان يقوم ليقبلهم كل صباح ويلاعبهم قبل رحيله للعمل نهرهم و نهر زوجته...

وبعدها ذهب إلى العمل وهو منهك تماما ...

فلقد سهر معظم الليل ليبحث عن القطعة الناقصة...ولم ينم جيدا ...

كما أن ما فعله في أسرته جعله غير صافي البال...

عندما وصل إلى عمله ...لم يكن يعمل بالصورة المعتاد عليها منه...

ولم يقم بالغناء كما كان يفعل بصوته الجميل الهادئ ...بل كان يعمل بسرعة شديدة...

ويريد أكبر قدر من العمل ...لأنه يريد شراء تلك القطعة الناقصة...

أخبر الملك وزيره عما رآه بعينيه...وكان في غاية التعجب...

فقد ظن الملك أن هذا الرجل سوف يسعد بتلك القطع وسوف يقوم بشراء

ما ينقصه هو وأسرته مما يريدون ويشتهون ولكن هذا لم يحدث أبدا!!!

فاستمع الوزير للملك جيدا ثم أخبره بالتالي:

إن العامل قد كان على هذا الحال وشب على ذلك وكان يقنع بقليله....وعائلته أيضا ...

وكان سعيدا لا شئ ينغص عليه حياته فهو يأكل هو وعائلته ما تعودوه

وكان لهم بيت يؤويهم غير سعادته بأسرته وسعادة أسرته به...

ولكن اصبح عنده فجأة 99 قطعة ذهبية ...وأراد المزيد...!!!

هل تعرف لما لأن الإنسان إذا رزق نعمة فجأة فهو لا يقنع بما لديه حتى ولو كان ما لديه

يكفيه فيقول هل من مزيد....!!!

فاقتنع الملك بما أخبره وقرر من يومه أن يقدر كل شئ لديه وحتى الأشياء

الصغيرة جدا ويحمد الله على ما هو فيه...

العبرة هنا:

أنه لا بأس من طلب المزيد ولكن ليس بالضرورة التعرض للضغط والعناء الشديد الذي

يجعلنا نفقد الأشياء الجميلة التي من الله بها علينا

أو نعمى عنها...فكم من نعم أنعم الله بها على الناس...

وهم لا يرونها ويتطلعون إلى ما عند الآخرين ...

ظانين بأنه ليس من العدل أن يحصلوا على هذه الأشياء وهم لا....!!!

فالله قسم الأرزاق كما أراد وكل مخلوق له رزقه الذي قدر له...وأمرنا بالسعي ...

ولكن السعي الذي يرضى به الله علينا فيبارك لنا في أرزاقنا ويكرمنا بها ..

فنرضى فتكون هذه هي القناعة الكنز الذي لا يفنى ولا يعد ولا يحصى

منقول للإفادة

أشكرك أختي الفاضلة جزيل الشكر على هذه القصة الرائعة المعبرة.
اختيار بديع وموضوع قيم.
لك خالص مودتي وتقديري.

متوكل ابو اسامة كتب:: أشكرك أختي الفاضلة جزيل الشكر على هذه القصة الرائعة المعبرة.
اختيار بديع وموضوع قيم.
لك خالص مودتي وتقديري.

» سورة الملك بصوت يدخل القلب ويجدد التوبة