تعتبر الهجرة النبوية من مكة إلى المدينة حدثا محوريا في تاريخ المسلمين،فهي الفيصل بين نور الإسلام وظلام الجاهلية،وهي هجرة مادية وروحية أساسها الصحبة الصادقة ولبها الإخاء والمحبة والصفاء والنصرة والتمكين.
إن الهجرة ليست حدثا تاريخيا عابرا مضى وانقضى عهده،بل هي سلوك مستمر ومتجدد وفرار إلى الله تعالى،وروح تسري في وجدان وحياة أهل الإيمان وطريق إلى التوبة الصادقة.قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لاتنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة،ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها" رواه أبوداود عن معاوية بن أبي سفيان.
فإذا انقضت الهجرة المادية بفتح مكة ،فإن الهجرة الروحية مستمرة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها،فهي كما قيل حركة دائمة وقيم ومبادئ وانتقال مستمر من حال إلى حال.
ومن دلالات الهجرة النبوية وعبرها:
- تصحيح النيات،وهجر المعاصي والمنكرات،وصحبة الصالحين المربين المجددين للدين والإيمان.قال الله تعالى:"ياأيها الذين أمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين"،وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل"رواه أحمد عن أبي هريرة.
-هجر حياة الفردانية والانعزال عن هموم الناس ومشاكلهم،وايثار المصلحة الجماعية.
- هجر الكسل والبطالة والخمول،وبناء جسر التواصل والدعوة إلى الله تعالى.
- التوبة الشاملة المتجددة،قال تعالى:"وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون"
- هجر الظالمين والمستبدين والمفسدين وفضحهم ومقارعتهم،قال تعالى"ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار ومالكم من دون الله من أولياء ثم لاتنصرون"
خاتمة:دلالات الهجرة النبوية معين لاينضب،ودروسها أساس لكل تغيير حقيقي.فمتى نفهم معانيها ونستفيد من عبرها القوية؟
بقلم متوكل ابو اسامة