الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى ءاله وصحبه وبعد :
فهذا حوار بين المعتزلة والاشاعرة حول كلام الله وبيان منهج اهل السنة (وهذا الحوار لم يقع تماما وإنما هى طريقة لتقريب العلم لكى يسهل فهمه) ومن بركة العلم نسبته إلى قائله وقد أخذت هذا الموضوع من شرح لفضيلة شيخنا المبارك الشيخ أحمد جودة حفظه الله على كتاب لمعة الإعتقاد وهوشرح صوتى فى إحدى عشر شريطا
وقد أوردت هذا الموضوع لأن مذهب الاشاعرة منتشر الآن ويدرس فأحببت أن أحذر منه
وإليكم كلام الشيخ بتصرف :
الجهمية وعلى طريقتهم المعتزلة فى إنكارالصفات قالوا كلام الله مخلوق
الأشاعرة ردوا عليهم فقالوا :لا كلام الله غير مخلوق والله جل وعلا متصف بالكلام
فقالت المعتزلة : الله جل وعلا كلم موسى بعدما خلقه وتكلم بالقرآن حين أنزله على محمد وسيكلم الناس يوم القيامة فالله يتكلم شىء بعد شىء وهذا عندكم يا أشاعرة حوادث وأنتم نقولون أن الله لا تحل به الحوادث لأن من حلت به الحوادث فهو مخلوق إذن يا أشاعرة على كلامكم الله مخلوق
قال الأشاعرة :لا نحن نثبت الكلام ليس كما قلتم أنتم بل كما نقول نحن
المعتزلة : فماذا تقولون يا أشاعرة ؟
قالوا : نحن نقول بإثبات الكلام النفسى !!
المعتزلة: ما معنى الكلام النفسى ؟
الأشاعرة : عندما تجلس ساكتا تكون هناك خواطر فى نفسك فهذا ما نثبته !!
فقالت لهم المعتزلة : فماذا سمع موسى من الله وكيف ؟
والقرءان كيف سمعه جبريل من الله ونزل به على الرسول فماذا تقولون ؟
فقالت الأشاعرة : هذا القرءان ليس كلام الله
إنما القرءان عبارة عن كلام الله
المعتزلة : ماذا تعنون بذلك ؟
فاختلفت الأشاعرة فقالت طائفة أن الله عز وجل كلامه النفسى ألهمه جبريل قذف معناه فى نفس حبريل وجبريل لم يسمع منه شىء فجبريل عبر عن هذا المعنى بألفاظ من عنده أسمعه للنبى فالقرآن كلام جبريل لا كلام الله
وقالت طائفة من الأشاعرة لا جبريل لم يعبر عن كلام الله بل الذى عبر محمد (صلى الله عليه وسلم ) فالله ألقى المعنى فى نفس جبريل وجبريل ألقى المعنى فى نفس النبى صلى الله عليه وسلم فعبر النبى محمد عن القرءان بكلام من عنده فالقرآن كلام محمد
وقالت طائفة أخرى لا الله عزوجل خلق القرآن فى اللوح المحفوظ وجبريل كان ينقله من اللوح المحفوظ وينزل به على النبى ولم يسمع من الله شىء
{ وهذا الكلام تجدوه منقولا فى كتاب الإتقان للإمام السيوطى وفى كثير من كتب الأشاعرة }
ا.ه
فنقول لهم لقد جئتم شيئًا إدا
فجاء أهل السنة وقالوا : كلكم مخطئون فالقرآن كلام الله صفة من صفاته ليس مخلوقًا والله عز وجل تكلم بالقرآن وسمعه منه جبريل عليه السلام ونزل به جبريل على النبى صلى الله عليه وسلم والقرآن لفظه ومعناه كلام الله عز وجل وليس شىء منه من كلام البشر تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا
قال تعالى :
{وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ }التوبة6
وقال جل ذكره :
{وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَداً }الكهف27
وهناك العديد من الأدلة على ذلك ولكن يكتفى بهذا
[size=25]تنبيه : الأشاعرة هم كُلاَّبية (نسبة إلى عبد الله بن كُلاب ) أما أبو الحسن الأشعرى فقد تاب من هذه العقيدة الباطلة فأبوالحسن الأشعرى فى حياته
كان على أطباق ثلاثة فقد كان معتزليا ثم ترك الإعتزال وتبع منهج ابن كلاب ونشره وإليه نسبت الأشاعرة ثم بعد ذلك تاب من طرق أهل الكلام وتبع منهج أهل السنة فى آخر حياته
تنبيهات مهمة فى صفة الكلام لله تعالى :
1 ـ ماورد فى بعض الكتب حول تعريف القرآن يقولون أن القرآن عبارة عن كلام الله هذا خطأ وهذا قول الأشاعرة كما سبق وإنما القرآن هوكلام الله تعالى كما قال أهل السنة وقد وضحت ما الذى يقصده الأشاعرة من هذا
2ـ القرآن كلام الله وهو صفة ذاتية فعلية فالله متصف بالكلام ولازال ويتكلم متى شاء وفى أى وقت شاء فبذلك هى صفة ذات وصفة فعل
وينبه هنا على ماذكره ابن حجر فى الفتح عن الإمام البيهقى (وقوله من كلامه وكلامه من صفات ذاته ) والبيهقى كما لا يخفى عليكم مع أنه إمام له شأنه إلا أنه سلك مسلك الأشاعرة وشحن كتابه الأسماء والصفات بتأويل صفات الأفعال فلينتبه لذلك
كلامه جل عن الإحصاء ..... والحصر والنفاد والفناء
لوصار أقلاما جميع الشجر .... والبحر تلقى فيه سبعة أبحر
والخلق يكتبه بكل آن ........فنت وليس القول منه فان
والقول فى كتابه المفصل .....بأنه كلامه المنزل
على النبى المصطفى خير الورى ...ليس بمخلوق ولا بمفترى
جلت صفات ربنا الرحمن ....عن وصفها بالخلق والحدثان
فالصوت والألحان صوت القارى.... لكنما المتلو كلام البارى
[/size]
منقوووووووووووووووووووول