كن كالبحيرة

كان لأحد الحكماء غلام يساعده في

حوائجه وكان هذا الغلام دائم التأفف

والشكوى والتذمر من الحياة والناس!

إذا عرض له شيء لا يسره، يتهم الآخرين

بالسعي لحرمانه من السعادة التي

ينشدهافي الحياة و يرغي و يزبد

مرددا أن الحياة مع الناس جحيم لا يطاق.

قرر الحكيم إعطاء درس لغلامه ليفهمه فيه

أن سعادته أو شقاءه بيده لا بيد الناس

و الإنسان يجب أن يتكيف مع الحياة

و مع الناس الموجودين حوله لأنه

لا يملك أن يغير الآخرين في حين يستطيع

أن يغير نفسه.

و ذات يوم، و هما جالسان عند البحيرة

المجاورةللمنزل، فكرالحكيم وقال لغلامه:

اذهب وائتني بحفنة من ملح , ذهب الغلام

وفعل ما أمر به.

فقال له الرجل : ضع حفنة الملح هذه

في كوب ماء ثم اشرب.

وضع الغلام الملح في الماء و أخذ ينظر

للحكيم مستغربا من طلبه.

أشار إليه الرجل برأسه و شجعه على

الشرب.شرب الكوب ثم ما لبث سريعا

أن أخرج ما علق بلسانه عند آخر

جرعة وقال لمعلمه :

إن طعمه الأجاج مقزز جداً.

فقال له الحكيم : اذهب وهات حفنة

أخرى من الملح فذهب وأحضرها و هو

خائف من أن يضطر لشرب كأس آخر

من الماء المالح.

قال له الحكيم: و الآن، اذهب وضع الملح

في هذه البحيرة .

رمى الغلام الملح في البحيرة دون

اعتراض فقال له الرجل :

الآن،خذ كأس ماء من هذه البحيرة

و اشرب. شرب الغلام الكأس بسرعة ,

فسأله الحكيم : والآن ما رأيك بطعم

الماء ؟ رد بدهشة : إن طعمه عذب !

رغم الملح الذي رميته فيه.

عندها توجه الرجل للغلام وقال له :

هكذا فليكن قلبك يا بني، واسعا مثل

البحيرة وليس كمثل الكأس ..

فأنت من تتحكم بطعم الحياة وتستطيع

تبديد همومك وتذمرك .. و لا تبحث بعيداً،

فسر سعادتك يكمن فيك أنت لا في

من حولك .

العبرة

السعادة تتأتى بتقبلنا للآخر و القناعة

بما لدينا. الحياة كالمرآة إذا كنت مبتسما

ابتسمت لك و إذا كنت مقطب الجبين

عبست في وجهك.

منقول بتصرف