جن الليل..
ومضيت وحدي أجول شوارع المدينة..
انشد قصائدي..
أمد يدي..
أصافح الموتى.. أعانق الجثث..
الملقية على قارعة الطريق..
هنا وهناك..
كأوراق الخريف..
رمتها الريح من أعالي الشجر الحزين..
وسوط البرد والصقيع..
يأكل شفتيها الحمراءَ..
يتركها كالسباخ مفلحة..
وصوت القصع..
يدق في أذنيها كالرزيز.
هناك تحث قناطير الهوى المحرق..
رايتها تلتحف قطامير الربيع..
تنشد الأمل المفقود..
تقتات من وريقات الخريف اليابسة..
تلتقطها من هنا.. وهناك...
كالدروص الجائعة...
رايتها وسوط البرد والصقيع..
يخط أغوار على خذيها كالسيول..
ومناجل الخريف تحصد المحصول.
*****
جن الليل..
ومضيت وحدي أجول شوارع المدينة..
أدق الأبواب..
وخفافيش الليل المعششة في الظلام..
تلاحقني..
أوقفتني وسط ساحة كبيرة..
وفتشت جيوبي..؟
فلم تجد سوى عقارب ساعة قديمة..
أضبط بها مواعيد لا يعرفونها.
فتشوني مرة ثانية..
فوجدوا عندي كسرة خبز يابسة..
وورقة بالية..
مكتوب على ظهرها..
لا تدنسوا شرف القبيلة..؟
فاتهموني بإثارة القلاقل..
وقالوا: ارهابي مجنون..
دونه قيد السلاسل..؟.
يا حبيبي..
أنا واحد بقرت بطنه أسنان المعاول..
وقوست ظهره رياح الخريف..
انشد المواويل الحزينة..
فوق الغصون الجريحة.
يا حبيبي..
كيف يبرعم الورد..
ويفوح الريحان..
وسط هذه المزابل..؟