التغافل لغةً : هو تعمد الغفلة
التغافل : وهو تكلف الغفلة مع العلم والإدراك لما يتغافل عنه
تكرماً وترفعاً عن سفاسف الأمور وتسعة أعشار حسن الخلق في التغافل
قال الإمام أحمد بن حنبل "تسعة أعشار حسن الخلق في التغافل".
قال تعالى: {وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثاً فَلَمَّانَبَّأَتْبِهِ
وَأَظْهَرَهُ اللَّهَُ لَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ
مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ} (التحريم:3)
حيث أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم حفصة ببعض ماأخبرت به
عائشة معاتباً لها، ولم يخبرها بجميع ما حصل منها حياءً منه
وكرماً،فإِن من عادةالفضلاء التغافل عن الزلات، والتقصير في اللوم
والعتاب.
قال سفيان: ما زال التغافل من شيم الكرام.
و قال عمرو المكي رحمه الله : ” من المروءة التغافل عن زلات الإخوان ”
وقال عثمان بن زائدة، قلت للإمام أحمد: (العافية عشرة أجزاء تسعة منها في التغافل) فقال: "العافية عشرة أجزاء كلها في التغافل "
قال الإمام ابن القيم: "من أساء إليك ثم جاء يعتذر من إساءته،
فإن التواضع يوجب عليك قبول معذرته، حقاً كانت أو باطلاً، وتكل
سريرته إلى الله.. ". ثم قال: "وعلامة الكرم والتواضع أنك إذا
رأيت الخلل في عذره لا توقفْه عليه ولا تحاجَّه، وقل: يمكن أن يكون
الأمر كما تقول، ولو قضي شيء لكان المقدور لامدفع له ونحو ذلك"
ولا ينبغي لمن رام تقويم نفسه واستكمال فضائلها أن يغفل عن هذا
الخلق الرفيع ، فإن مجال استعماله واسع فسيح في حياة الإنسان ،
فليستعمله مع موظفيه أو زملائه وأصدقائه ، مع زوجه وأبنائه ،
مع خدمه وطلابه ...وهوأيضاً يُعد فناً من فنون الأخلاق التي ينبغي
الاعتناء بها .
قال الشاعر :
من كان يرجو أن يسود عشيرة * * * فعليه بالتقوى ولين الجانب
ويغض طرفا عن إساءة من أساء * * * ويحلم عند جهل الصاحب
اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق والأعمال لايهدي لأحسنها إلا أنت واصرف
عنا سيئها لايصرف سيئها إلا أنت.