واحة التواصل والإبداع
واحة التواصل والإبداع
واحة التواصل والإبداع
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتديا ت واحة التواصل والإبداع
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

  الصبى والبئر.................

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
tatamoun
عضو جد فعال
عضو جد فعال
tatamoun


عدد المساهمات : 676
نقاط : 1072
تاريخ التسجيل : 18/10/2010

 الصبى والبئر................. Empty
مُساهمةموضوع: الصبى والبئر.................    الصبى والبئر................. Icon_minitimeالإثنين أكتوبر 18, 2010 6:29 am

كان هناك ولد صغير اسمه إبراهيم يلعب مع مجموعة أولاد بعمره عندما رأى كرة ملونة وسط الحشائش،
فأسرع ليلتقطها، لكنها انطلقت مبتعدة وكأن أحدا جذبها بقوة بخيط لا يرى،
وتوقف متعجباً، ثم لما رأى الكرة تتوقف ثانية جرى إليها، فجرت الكرة أمامه. صارت الكرة تجري بسرعة
و إبراهيم يجري بسرعة أكبر ليلحق بها ويمسكها. وفجأة .. سقط في بئر عميقة ولم يستطع الخروج منها.
أخذ يصيح لعل أحداً يسمعه ويخرجه غير أن الوقت مر وحل الليل وإبراهيم وحده في البئر
حاول الصعود على جدرانها لكنها كانت ملساء وعالية، وحاول أن يحفر بأظافره في جدرانها
ولم يقدر على شيء ..فترك نفسه يتكوم داخل البئر ويبكي في هذه الأثناء كان رجل يمر فوق حصانه،
حينما سمع صوت البكاء فاقترب قليلاً قليلاً، واستمع، ونظر، لكنه لم ير أحداً
دهش الرجل وحار كثيراً فيما يفعل، البكاء يأتي من باطن الأرض، فهل هو جني يبكي؟
نعم لعله جني حقاً، وهتف الرجل هل يوجد أحد هنا؟ وبسرعة صرخ إبراهيم من داخل البئر ..
نعم .. أنا هنا. سأله الرجل هل أنت إنسان أم جني؟ أسرع إبراهيم يجيب صائحاً: أنا إنسان .. ولد .. ولد ..
أرجوك أنقذني.. أنا في بئر هنا وانطلق يبكي .. فنزل الرجل عن حصانه،
ودنا ببطئ وهدوء، وهو يتلمس الأرض بيديه ويبحث بين الحشائش، وكان يتحدث مع الولد
لكي يتبع صوته حتى عثرت أصابعه بحافة البئر وبسرعة رفع قامته ليأتي بحبل
فهتف الولد: أرجوك يا عمي لا تتركني .. أنقذني أرجوك وأجابه الرجل، لا تخف سأجلب حبلاً لأسحبك به
وهكذا جلب الحبل ورماه إلى الولد الذي تمسك به بقوة، فسحبه الرجل إلى سطح الأرض، وبعد أن استراح
الولد قليلاً أركبه على الحصان لكي يوصله إلى أهله ،الذين شكروه كثيراً على حسن صنيعه

ومضت الأيام والأسابيع والشهور والسنين، ونسى إبراهيم ذلك اليوم المخيف في حياته، كبر إبراهيم كثيراً
حتى صار شاباً قوياً وسيماً، وأخذ يعمل بالتجارة، فيقطع المسافات الطويلة وفي إحدى سفراته الطويلة،
كان مع أفراد قافلته قد ناموا في استراحة بعد يوم سفر طويل، و لكن حين استيقظ وجد نفسه وحيداً،
وقد تحركت قافلته، ولم ير أي أثر لها، فتعجب، وتساءل: أيمكن أن يكونوا قد تعمدوا تركي؟؟
مضى سائراً على قدميه سيراً حثيثاً، محاولاً السير في طريق قافلته، غير أنه وجد نفسه تائهاً في صحراء
لا نهاية لرمالها أخذ يسير ويسير، وقد بقى لديه قليل من ماء وطعام عندما رأي غير بعيد عنه شيئاً مكوماً،
فرفع سيفه وتقدم إليه، وهو يتساءل بينه وبين نفسه ( هل سمعت صوتاً ينادي؟)
وتقدم أكثر إليه، وعندئذ سمع صوتاً يصيح ( النجدة .. أنقذوا عجوزاً يموت .. )
وتعجب إبراهيم، فمن جاء بهذا العجوز إلى هذا المكان؟ حين وصل إليه، وجده يكاد يموت، فأسرع ينزل قربته
من كتفه ويقربها من فم العجوز المرتجف ويقول له خذ يا عم .. اشرب .. فليس في قربتي غير
هذا القليل من الماء فرد العجوز بصوته المرتجف بعد أن شرب واستراح بارك الله فيك يا ولدي..
ثم أخرج إبراهيم له بقايا خبز لديه، وقال له: كل يا عم .. كل هذا الخبز القليل لتقوى به
فتناوله العجوز ودفعه إلى فمه وقال: جزاك الله خيراً أيها الشاب الطيب وسأل إبراهيم الرجل:
ولكن كيف وصلت إلى هذا المكان المقفر في هذه الصحراء القاحلة وأنت في هذه الحال؟
رد العجوز حظي الذي أوصلني إلى هذا المكان، وحظي الذي جعلني في هذه الحال.

حين سمع الشاب إبراهيم الرجل، أخذ يفكر أنه يتذكر هذا الصوت.. إنه يعرفه .. وردد: أنا أعرفه..
لابد أني أعرفه.. وكان العجوز يتكلم و يحكي قصته لقد تلفت ساقاي في حريق شبّ في بيوت القرية،
وبيت أهلي منها وصرت أتنقل على ظهر فرسي البيضاء.. وكنت الآن في طريق إلى أهلي وبيتي،
لكن قطاع الطرق أخذوا فرسي ورموني للموت هنا وسأل متعجباً: ولم يرقوا لحالك ويعطفوا عليك ؟
فأجابه العجوز: لا تعمر الرحمة قلوب الجميع يا ولدي .
فجأة سطعت الذكرى في رأسه، وتذكر الرجل الذي أنقذه من البئر، يوم كان صبياً صغيراً،
هكذا انزاح الضباب وظهر وجه الرجل.. وهتف في نفسه: ( هو .. هو .. إنه هو .. )
وسأله العجوز: ما لك يا ولدي ؟ فأجابه الشاب إبراهيم بسرعة إنه أنت .. نعم أنت هو .. حمداً لله وشكراً ..
هذه غاية عطاء الله لي وسأله العجوز : ماذا حدث لك يا ولدي ؟
وسأله إبراهيم : هل تذكر يا عم أنك قبل سنين كثيرة أنقذت ولداً صغيراً ساقطاً في بئر؟
في البداية لم يتذكر الرجل، لكنه سرعان ما تذكر هو الآخر تحت وصف وإلحاح الشاب إبراهيم..
وقال له إبراهيم الحمد لله إنك تذكرت .. أنا هو يا عم .. أنا إبراهيم الذي أنقذته
كان صوتك دائما في أذني طوال هذه السنوات و كنت أتمنى أن أراك ثانبة
لأرد لك الجميل و ها قد تحقق أملي
حمل إبراهيم الرجل العجوز على كتفيه وهو عطش وجائع وانطلق يسير به وهو يقول
سأسير بك ما دمت قادراً على السير حتى أوصلك إلى بيتك أو أموت.
وحين وصلوا إلى قرية العجوز، تجمع الناس حولهما مكبرين العمل الذي قام به إبراهيم
ورأوا فيه كل معاني الإنسانية والوفاء

فلو لم ينقذ الرجل إبراهيم الطفل لما وجد من ينقذه و هو عجوز

منقول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نورالدين متوكل
المدير العام
المدير العام
نورالدين متوكل


عدد المساهمات : 836
نقاط : 1741
تاريخ التسجيل : 22/09/2010

 الصبى والبئر................. Empty
مُساهمةموضوع: رد: الصبى والبئر.................    الصبى والبئر................. Icon_minitimeالإثنين أكتوبر 18, 2010 2:01 pm

نص بديع تدور أحداثه حول معاني الإنسانية والوفاء.
شكرا جزيلا مبدعتنا الرائدة tatmoun على هذا الاختيار الرائع.
لك خالص مودتي وتقديري.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://waha.own0.com
tatamoun
عضو جد فعال
عضو جد فعال
tatamoun


عدد المساهمات : 676
نقاط : 1072
تاريخ التسجيل : 18/10/2010

 الصبى والبئر................. Empty
مُساهمةموضوع: رد: الصبى والبئر.................    الصبى والبئر................. Icon_minitimeالخميس نوفمبر 25, 2010 2:41 pm

متوكل ابو اسامة كتب:
نص بديع تدور أحداثه حول معاني الإنسانية والوفاء.
شكرا جزيلا مبدعتنا الرائدة tatmoun على هذا الاختيار الرائع.
لك خالص مودتي وتقديري.

 الصبى والبئر................. Picture
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الصبى والبئر.................
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
واحة التواصل والإبداع :: الفئة الأولى :: واحة الأدب المنقول :: منتدى الروائع الأدبية المنقولة-
انتقل الى: