سيدة التغيير .. و قطعة خشب

سيدة التغيير .. و قطعة خشب

إنني أنزف يا سيدي .. في كل ليلة جدول حروف
أنزف وجعي على وسائد منتصف الليل و الإنتظار
سهدي و قلقي , و عطرهن يسبق .. لحظات الإحتراق

أتذكر بساتين كرومي و زيتوني و الدراق ؟
أتذكر حلو ثماري و بهاء ألواني و وارف الأوراق
أتذكر طعم النار في رحيقي ؟
أتذكر لون الشهد في عروقي ؟
و الشفق الأحمر في دمي ..
لك وهبته .. عتَّقته .. عطرته ..
و نسيتُ أن عصرك خشبيٌّ لا يعـــرف ... إلا منطق الإحراق

أنا المتجددة دوما في عروشي
لي تنوع كتعاقب الفصول
و لي منازل كالقمر في سماه
الحمام تحت جفنيَّ دوحه
و من ترانيم صوتي تعلم غناه
نخوة النرجس أنا .. قرنفل الكبرياء
و العطر من زهري شذاه
سطوة الربيع أنا ..
شمس تموز .. لا تبخل بحبها لهبا
رياح الشتاء .. لا تبخل بحبها مطرا
ثلج أنا .. برد و نار و نور دائم السنا متواصل الإشراق

إرحل أيها الرتيب المتكرر بلون الحزن ..
الممزوج بطعم الألم المر و حرقة الإنتظار
ارحل فلا مدار لك بين النجوم
ارحل فأنا سوسنة في عمر الذهول
وردة مقطوفة تصارع مساء الذبول
و أمطار الندى من شعرك ما عادت تروي جذوري
أرجوحة المساء في كلامك .. في كذبك .. ما عادت تستهويني …
ارحل إلى بستـــان جديد ..
فأنا شمس ــ بفهمك السطحي للزمن ــ شارفت على الأفول
و أنا باقة ورد .. لا تليق هدية في عيد العشاق

سيدة التغيير أنا
بحر يجدد موجه كل مساء
و أنت جامد كقطعة ديكور
ارحل ..
فالخشب أولى بالإحتراق

حميد العمراوي