عاش فريد حياة مشردة بين الازقة والدروب...يتسول كسرة خبز ..ويسعى الى نيل بنطلون غربي الصنعة من مزابل مجاورة... يغازل النسوة بعيون عسلية تنتشي ببريق التمنيات... انه ينتعل الارجل الحافية... ويضع طربوشا مائلا..كل همه ان يساير تطور الحياة من خلال الصور التي تتوارى من خلال الزجاج البراق بنوافذ المترفين.. وسيارات فارهة للاغنياء..وانواع الاطعمة المكدسة امام مطاعم المدينة.. تلك القمامات التي تبرز ما يتناوله المنعم عليهم من صنوف الطعام والشراب...لكنه لم يكن يعلم مايروج من يأس وسقم داخل اسوار العمارات والشقق...انه يجهل الشقاء الذي تعيشه تلكم المرأة ذات الكعب العالي والحزام البنفسجي .. لا يدرك ابدا ان السعادة قد تغيب عند الاثرياء...لكن ذات مرة بدأ جاحظا عينيه في صفاء النفوس..انه فتاة في ربيعها العشرين كانت تدمن المخذر..وتنحدر من احدى الفيلات المجاورة لماوى فريد الارضي... اقتربت منه وضعت يديها على خصلته المتسخة وبكت من هولها.. وطلبت منه رشفة من مخذر يخمذ رغبتها... ناولها المسكين السيجارة الملفوفة لتنفش بعدها دخانا كثيفا تجاوز جسدها الانثوي .. وشكرته بعد حديث عرضي ..لتنتهي المقابلة بخجل ذكوري وكبرياء نسوي... وانتهت معها احلام الشاب فريد العابرة... بينما كان يوما ما كعادته ينبش في القمامة..اقتربت منه صفاء النفوس-في غفلة منه- لتناوله طابقا من طعام شهي... فتح غطاء الاناء ليجد بداخله :" طابق السعادة والهناء هو ملاذنا".