محمد إيدسان عضو بارز
عدد المساهمات : 32 نقاط : 49 تاريخ التسجيل : 30/12/2010 العمر : 33
| موضوع: أذى كالوطن ... الإثنين يناير 16, 2012 7:41 pm | |
| أرضعته أمه حليبا ورغيفا وبعضا من الوطن، إمتهن الفقر، يتأسف لدمعة أمه، تحمله على ظهرها لتعلمه طقوس الصبر ... عينينه ثرثارتين وتئنان فتنةًً تراهما تحسب الوجود بريئا، تتسول أمه على قارعة الطريق، بقربها يلعبَُ الغميضة مع ملاك يسكن أٌخيلته في كل خطوة يصنع وطنا، يمارس بعضا من الصراخ، يهادن شغبه وفوضاه وجنونه القديس، يغفو في ظله نديا بالموت/الميلاد ... مولده الذي لم يولد بعد يرفل بأصقاع روحه كما يرفل أطفال {المؤمنين} في لباس العيد .. لم يدرِ حكايه أبيه، يحاول أن يئذ هاته الكلمة/اللعنة من أبجديته المهملة، يهجع في يتم مقدس ليهجع الظل والقمر يفيق {على دندنات أمه وهي تلعن أباه} على وحي الحلم منكسر الطفولة ... حين كبر مع السنابل ضم جرحه مغرما به مؤمنا أن كل جروح الوطن نبؤات، فالجنون كان توأمه الرضيع يلقيه كحملِ يحتضر بأرض شوك غاضبة، لازال يحلم بوطن أجمل {أحلام المجانين} .. قبل أن يغرب عمر أمه، وقبل أن يتلاشى إسمها في بلاهة، وقبل أن تطفئ ظلمة ظلها من هذا الوطن أهدته إزميلا ليخط على شاهد قبرها {يا لأشباه الرجال} ليس في روحكِ يا أمي سوى الرماد، وهن العمر منكِ وبعتِ حكمتكِ كعشتار ... يزورالبحريوميا، يتسكع بنظره هناك، يحلم بالضفة الأخرى/الفردوس، يهرب من ذاك الضياع الذي يهرد بذاكرته، ليعود في آخر النهار لعشه المحشو بالفراغ وآفات الوطن وعطر أمه ... يختال في نسكه/دربه المغبر من جرح إلى جرح، يرمق أحيانا كلمة مهترئة بلهاء{بدون} ليضحك في هستيرية "وكأنكم تتلصصون على أحلامي..تبا لكم سأقرأ أحلامي في خشوع وسأعثر على إلهي المنسي وراء منحدر الذاكرة.." قلبه مدثر بظلمة الوطن الجريح..جمّع بعضا من النقود، عدها عند سمسار {الحريك} في كل درهم حكاية وفي كل حكاية مأساة أُمٍ تعدل كل الصلوات، فعلى حكاية يابسة جعل هويته بكاءا .. ركبَ قاربا مهترئا بالأمنيات بعد أن إرتدى بذلته البلاستيكية السوداء {لم يكن يوما يثق في البياض}، ترأس ركاب القارب تذكر فيلم {TITANIC} غازل رياح البحر بأنامله وكأنه يتنكر ليتمه الأبدي عبر رؤياه، صرخ : "وداعا أيها الوطن" صوته إغتال صداه ليعلن توحيده .. آه !!!! هذا الواقف للريح تُعزي موته الأزلي السنابل الغاضبة في السماء...إختال القارب في سيره، ترصدته الأشعة تحت الحمراء فهاجمته هيلوكبترات المراقبة، إنحرف عن مساره "حتى القارب ينهرني أسوة بالزمن" إبتسم ورسم موتا مختوما بشهادته هو لا القدر، ليعلن سيادته على الموت في زهو مقدس "سأعري الموت لأكسوه قليلـا من الوهن".. لاحت له أضواء طنجة في إستحياء وكأنها تشكره على جميل تشرده، صرخ في جزع : "كم أنت واهن أيها الوطن عفوا أيها العش الطيني، تهدي أسمائنا على الشفاه جنائزا، تطرب لدماك تجثو على مضض أصفر، تقتلنا بلا قبر بلا كفن بلا فاتحة الولادة ولا بسملة الموت فتهجع أيها الوطن منتحبا جريحا وتهمس في خفوت : "يا ليتهم قدموا لحياتهم" لن أبتاع لكَ أمداحا أيها الوطن، سأهديك بعضا من العري النبوي وقليلـا من عتابنا الأبوي...سأبكر في لقاءنا بعكاظ لأكتب في زهو : {وطني مستباح أيها الوطن} غزا البحر قارب الموت ذاك فمات الجميع، استوى جسدا ضوعته رائحة البياض إنكتبتْ عليه حكاية وجع الوطن، ووضع إستفهاما غضا طريا بالجروح : "متى ستقدسنا كما نقدسك أيها الوطن ؟؟؟!!!"... ليعد البحر حضنه لغرق جديد ... | |
|
نورالدين متوكل المدير العام
عدد المساهمات : 836 نقاط : 1741 تاريخ التسجيل : 22/09/2010
| موضوع: رد: أذى كالوطن ... السبت يناير 21, 2012 1:37 am | |
| بفسادهم واستبدادهم جعلوا المواطنين يتمردون على الوطن.إنها انتكاسة حقيقية،لم ينفع معها إلا التغيير الحقيقي. أخي المبدع محمد قرأت لك هنا نصا بديعا شكلا ومضمونا. لك خالص مودتي وتقديري.
| |
|