11_عباس الخياطي 1920 _ 200' طرد من القصر بعد نفي الملك محمد الخامس لرفضه التعامل مع بن عرفة ولدبمدينة فاس سنة 1920 ، من أسرة تهتم بالفن ، كان والده عبد السلام الخياطيالرفاعي أحد أبرز أعلام الموسيقى الأندلسية بالمغرب . حيث أنشأ أول معهدللموسيقى «بدار السي سعيد» وكان يدرس به قواعد الموسيقى الأندلسية والعزفعلى آلة الكمان والعود والإيقاع . التحق عباس الخياطي مع أسرته بمدينةالجديدة سنة 1927 ، وتابع دراسته بها ثم فيما بعد إلى مدينة مراكش سنة1931 ، وأسس أول معهد للموسيقى . ثم انتقل مع أسرته مرة أخرى إلى مدينةالرباط حيث كلف والده من طرف المغفور له محمد الخامس سنة 1938 ، بترأسوالاشراف على الفرقة الخمسة والخمسين الموسيقية . كان أول عمل لوالدهإنتاج مشترك بينه وبين الفنان أحمد البيضاوي بتلحين أغنيتين ، واستمرعملوالده بالقصر الملكي إلى أن وافته المنية سنة 1942 .منذ بداية الثلاثينات من القرن الماضي بدأ عباس الخياطي يهتم بالموسيقىحتى تشبع بها ، بما فيها العصرية والأندلسية . تعلم العزف على كثير منالآلات مثل الكمان والعود وغيرها من الآلات الإيقاعية . كما تشبع أخوهالغالي بالموسيقى حيث أصبح الإثنان من أقطاب الأغنية المغربية العصريةالتي جاءت متميزة عن الموسيقى التقليدية ، حيث شكل اللونان الشعبيوالأندلسي رافدين كبيرين للأغنية العصرية .عمل عباس الخياطي كأستاذ للبراعم وعازف ومطرب بالجوق الملكي إلى حدود سنة1953 حيث تم طرده من القصر بعد نفي محمد الخامس و رفضه التعامل مع صنيعةالإستعمار بنعرفة . انتقل الفنان عباس الخياطي إلى مدينة سلا وأبدع في الموسيقى الأندلسية ،كما لحن وغنى في الموسيقى الأمازيغية وأبدع في القصيدة وأصبح أحد روادالأغنية العصرية و اشتهر ولقب بموسيقار سلا ، اشتغل في تدريس الموسيقى بالمعهد الموسيقي الوطني بالرباط من سنة 1958 إلى1966 ، ثم استقر بالقنيطرة سنة 1966 وأسس المعهد البلدي للموسيقى والرقصوالفن المسرحي بهذه المدينة وكان أول مديرله ، كما كان يدرس به الصولفيجوالموسيقى النظرية وطرب الآلة الأندلسية ، إلى أن أحيل على المعاش سنة1986 .ومن ألحانه : «منية الروح» و»رقصة غرناطة» و»منك وإليك» و»فجر الأندلس»و»ليالي اشبيلية» و قصيدة «عتاب» و»غزلان «و «نحلف لك نحلف لك» و»ليلتنازاهية وزينة»و»البدلة الزرقاء» و»دعا القلب داع» و»الجمال الساحر»و»يالغادي مسافر» التي غناها عبد الوهاب الدكالي، ثم «ياموزع البريد»و»غير سيروسيرو» و»الوحدة العربية» و»القدس» . كما أسس الجوق الملكيللموسيقى العصرية الدي كان يجمع أحسن العازفين .كان نموذجا للفن الملتزم ، أثرى المكتبة الموسيقية للإذاعة المغربيةبتسجيلات قيمة ما يفوق 250 إنتاج موسيقي، من بينها قصائد وأناشيد وطنيةودينية ، وقطع موسيقية أندلسية ، أغاني عصرية وأمازيغية ، قبل أن يغادرناإلى الأبد بتاريخ 8 فبراير 2004 .12_ الحسين السلاوي 1921 _ 1952 اول مغني تعامل مع الاستوديو العالميولد بمدينة سلا سنة 1921 ، إسمه الحقيقي الحسين بن بوشعيب ، بدأ يهتم بالموسقى والغناء وهو إبن الثانية عشر من العمر . ضاق ذرعا بمضايقات والدته التي كانت تتمنى أن يتجه إلى امتهان حرفة أخرى، غادر المنزل وتاه في شوارع مدينة الدارالبيضاء حيث كانت أول مدينة قصدها ،يتجول في شوارعها كموسيقي متجول ، كان يقيم بالقرب من ضريح سيدي بليوط ، وبساحة البلدية ثم غادرها في اتجاه مدينة مكناس حيث كان يقدم عروضه بباب منصور .
وحينما بلغ سنه عشرون سنة بدأ يشق طريقه ، وأصبح يكتب ويلحن ويغني ، وكان يتطرق إلى مواضيع اجتماعية كالفساد والسرقة والخيانة والخداع والمكر والكذب والغربة وذلك خلال الأربعينيات ومن بينها : «ياغريب ليك الله» و»ياموجة غني « و»سبحان الله على من يقرا» وأغنية « الماريكان « التي دون من خلالها دخول جيوش الأمريكنيين إلى المغرب عبر شواطئ مدينة الدالرالبيضاء سنة 1942 ، والتي ارتبطت صورتها ب «شوينكوم» كما يقول الزميل عبد الله قانية وهي مادة علكية التي دخلت إلى المغرب مع الحرب العالمية الثانية ، جاء فيها :
الزين والعــين الزرقــــة ... جاءنا بكل خـــــير
اليوم يمشــــوا بالفرقــة ... بناتنا في خـــــــير
أشحال من هي معشوقـــة ... داروا لها الشــــــان
الامريكـــــان
تسمع غيرأوكي،أوكـــي ... هذا ما كـــــــان
في الكوتشي مع الطوبيــس ... ما لقيت نوبتـــــــي
يميــن وشـــــمال ... ما تسواشي كلمــتـــي
حتىمن الفيلو- طاكسـي ... داروا لها الشـــــــان
الامريكـــــان
تسمعغـيرأوكي، أوكي ... هذا ما كــــــــان
فرقوا الفنيد،افليــــو ... زادوا اشوينكـــــوم
حتى الغبرة والحمــــير ... زادواالبومــــــبوم
حتى من العجايزات اليــوم ... يشربوا الــــــروم
الامريكـــــان
تسمع غير أوكي، أوكي ... كامـــون، باي باي!
فرقوا الفنيد والسيــجار ... زادوا الــــــدولار
حتى مـن العجايـــز ...اشراوا الفــــــولار
حتى من هم صغــيرات ... يعقدوااللســــان
الامريكـــــان
تسمع غــيرأوكي، أوكي ... كامـون، بايباي!
قوى علينـا الكبنـــدي ... من الناس فارحيـــن
سعد الزكامعهــــــم ... النساء رابحيـــــن
اشحال من هي معـــشوقة ... ولات بالسيكان واللـثام
مع الامريكـــــان
تسمع غير: أوكي، أوكي ... كيف مي الــدولار!
غنى أيضا عن عروسة الشمال ، «طنجة يالعالية» المدينة التي كانت مستعمرة من
طرف النظام الدولي ، وأغنية «السمراء ذات العيون الملاح» و من أعماله أيضا :
«الكحلة المتعجرفة» و»سمرة خمولية» و»لالة شغلتي بالي» و»ياسمرة ياحلوة»
و»يامنة» و»لالة مولاتي» . و»العروبية مجبدين»،»احضي راسك ليفوزوبيك
القومان بافلان « وهي من أكثر أغانيه شعبية تحكي عن دهاء البدوي
(العروبي)، ثم أغنيته الجميلة :
السانيا والبير والماجاري
وين نروح سماح ياعين وين نروح أمري لله
خرجت من الحمام بالريحة مانعرفش من الغير ومواليا
وين نروح سماح ياعين وين نروح أمري الله
القبة خضرا ومواليها عاري على سلوان ومواليها
وين نروح سماح ياعين وين نروح أمري لله
خرجت من الحمام قالوا طاحت بالمسك والعنبر الريحة فاحت
ياللا بهواك صرت نخمم اسمحت فالحانوت والمتعلم
وين نروح سماح ياعين وين نروح أمري لله
الحسين السلاوي من الفنانين المبدعين في التاريخ الفني بلمسات موسيقية
عملاقة في مرحلة كان فيها النضال المسلح ضد الإستعمار ،الجاثم على البلاد.
كان يجيد الحكي كما يجيد الغناء ، بل كان من عباقرة الغناء المغربي، قدم
روائع الأغنية المغربية التي سميت أنذاك بالأغنية المغربية العصرية ، خلف
تراثا فريدا .
حتى أنه يعتبر من أكثر الفنانين الذين سكنوا وجدان المغاربة ، فهو ذاكرة فنية للتراث المغربي .
الحسين السلاوي من الرواد الأوائل الذي استعمل الموسيقى الشعبية ونظم
بنفسه كلمات بسيطة بنغمات أوثار العود ، و أغاني صاغها في قالب لحني جميل
ومعبر ، حتى استطاعت أغانيه تنتشر بسرعة .
تمكن الحسين السلاوي مع صديق فرنسي له من السفر إلى باريس واستقر بها
وهناك استطاع تسجيل أسطوانة ، كانت خطوة مهمة في حياته ، كان أول مغني
مغربي يتعامل مع الأستوديوالعالمي ، كما يعتبر أول من أدخل المونولوغ
والموال في الغناء ، إضافة إلى الآلات العصرية . ترك السلاوي 13 أغنية .
هناك دراسة تشير إلى أن الحسين السلاوي كان أول من أدخل في فترة لم يتجاوز
فيها مرحلة المراهقة آلات موسيقية غربية لم تكن تستعمل بعد ، وتحديدا خلال
ثلاثينيات القرن الماضي ، كان شائعا أكثر استعمال الكنبري ، والبندير
والمصطحب بالناي . ويقال أن الفنانة «إيديت بياف» أحبت أغانيه ووجدت في
الفنان السلاوي الفنان المبدع بالفطرة مثلها .
توفي الحسين السلاوي الأب الروحي للأغنية المغربية سنة 1951 وعمره 30 سنة
. وخلف نوعا جديدا للأغنية المغربية ، كان أول فنان يغني عن هموم
المواطنين ومشاكلهم وعن ظهور العادات والتقاليد .
ألف عبد المجيد فنيش عن الحسين السلاوي مسرحية سميت «ديما معنا « تحكي محطات من مسيرة حياته، ووضع لها الإخراج بنفسه .
13_ سامي المغربي 1922_ 2008 فنان متجدد ومجافظ على الثرات 2\1
اسمه ونسبه الحقيقي سليمان أمزلاغ ، ولد بمدينة أسفي سنة 1922 ، كان أبوه يمتهن فن الخياطة التقليدية بمدينة أسفي ، استقر سامي رفقة أسرته بحي حسان بمدينة الرباط بالحي اليهودي سنة 1926 الحي الذي يعود تاريخ تأسيسه إلى سنة 1806 ، صنع أول آلة موسيقية وهو لازال في السابعة من عمره . انضم إلى مجموعة موسيقية بالحي اليهودي (الملاح) بالرباط التي أسستها عائلة الكوهن . ثم تعلم العزف على آلة العود وأصبح عازفا ماهرا متمكنا ، كما دخل المعهد البلدي للموسيقى بالدارالبيضاء . وفي سن العشرين غادر عمله بإحدى الشركات التجارية حيث كان يعمل مديرا تجاريا بها ، ليقرر سنة 1948 التفرغ إلى ميدان الفن والطرب متنقلا بين الرباط والدارالبيضاء ، وبدأ بإنشاد قصائد الملحون . كانت أولى أغنياته عن أمه « عمرني ما ننساك يا ماما « . انخرط في جوق المدينة لتنشيط الحفلات الرسمية . سنة 1942 ظهرت له أسطوانة محتوية على مجموعة من الأغاني ذات المضامين الوطنية . وتأثر ببعض الفنانين المغاربة مثل الفنان اليهودي سليم الهلالي الدي يعد من رواد فن «الشكوري» .
يعتبر من جيل فناني مابعد الإستقلال بالمغرب، من بين الأغاني التي أنجزها خلال الأربعينيات من القرن الماضي «نشيد الرياضة» ، و في سنة 1955 أدى أغنية «ألف هنية وهنية» أمام المغفور له محمد الخامس احتفاء بعودته من المنفى . وهي من كلماته وألحانه .
كان له الفضل في تجديد الأغنية المغربية سواء على مستوى الإيقاعات الموسيقى أو التلوين في نبرات الصوت عند الأداء . في نهاية الخمسينات استقر بباريس و سجل بها أسطواناته تحت إسم «سامي فون». أعاد سامي جزءا من تراث المغرب إلى حظيرة الخزانة الموسيقية الوطنية من خلال استعادة ما يسمى بالأنماط الغنائية المغربية .
تمكن سامي مابين 1960 و 1965 من أن يتميز كفنان وطني متجدد ومحافظ على التراث وأحد الفنانين في إحياء نوبات الفن الغرناطي ، وأحد الذين سجلوا في الأسطوانات فن الموال المغربي . استطاع احياء عدة انماط غنائية شعبية ، وألف ألحانا مستوحاة من كل ألوان الموروث الشعبي المغربي ، باستعانته بالنوبة الغرناطية والموال المغربي والملحون والحوزي .مع اضافة ايقاع الأندلس إلى فنون الملحون والعيطة والحوزي والشعبي الجزائري. كان سفيرا للثقافة المغربية سنة 1960 وفي نفس السنة غنى أغنية حزينة سماها قصيدة أكادير وهي عن مأساة الزلزال الذي ضرب هذه المدينة . خلال مسيرته الفنية استفاد من التراث الزجلي لكبار ناظمي قصائد الملحون كالشيخ بوعزة وسيدي قدور العلمي والشيخ بنسليمان مع قصيدته «الشهدة» والشيخ بن يشو صاحب قصيدة بن سوسان الشهيرة . كما غنى التراث وروح الموسيقى كأغنية «أنا الكاوي» و «مال حبيبي مالو». ومن أشهر أغانيه «قفطانك محلول يا للا» . و «ما حلا الزين يا لعمر» و» هاد الحب لغدار « و « أي أي كن كان عندي لملاين « ثم أغنية «مارشي نوار» والعودة . أسس أول دار أسطوانات في المغرب ، أطلق عليها اسم ساميفون
في سنة 1960
استقر سامي المغربي بكندا ، وليواصل مسيرته الفنية في أوساط المهاجرين
المغاربيين ، قبل أن ينقطع عن الغناء سبع سنوات ، حيث في سنة 1967 أصبح
حاخاما يكتفي بالإنشاد الديني اليهودي .
أضاف سامي إلى مساره الغنائي مجموعة من القطع الغنائية التي أبدعها من
تلحينه وكلماته ومن بينها «الساعة الي أنت فيها» و «ماسخيتشى بها « و»شرع
الله يا لحباب» و»ذاك الزين الغالي» و و»لازين إلا زين الفعايل»و «مصاب مع
المليح ليلة» وطولتي الغيبة ياغزالي» و»وردة على خدك»و «آيلي ياوعدي لالة»
.... وغنى التراث الموسيقي الأندلسي ومن بين المقاطع «شمس العشية «
و»انصراف بطايحي اصبهان» و»انصراف قدام الحجاز المشرقي «.
أقام مجموعة من السهرات بمدينة مونريال الكندية ما بين 1977 و 1984 بجانب
حفل بباريس وآخر في بداية تسعينات القرن المنصرم بمسرح محمد الخامس
بالرباط . في سنة 2005 تم تكريمه قي برنامج شذى الألحان. كان مقررا أن
يقام له حفل تكريم بمدينة الدارالبيضاء في ماي 2007 ، لكن الوعكة الصحية
التي ألمت به حالت دون ذلك .
توفي بمونتريال بكندا يوم 9 مارس 2008 ، عن سن يناهز 86 عاما ، في وقت كان
يستعد فيه لزيارة المغرب . لقد تميز مشواره الطويل بالعطاء الإبداعي ،
وبحبه للتراث المغربي وخاصة الطربين الأندلسي والغرناطي . و قدم أغان تؤرخ
لأحداث كبيرة في تاريخ المغرب . كان سامي المغربي بالموازاة مع مهنته
كمغني وموسيقي وملحن رجل دين يصلي بالناس في المعبد اليهودي بالدارالبيضاء
، كان فنانا مثقفا حرص على تعلم اللغة العربية وأتقن قراءتها وكتابتها
وكان أيضا قارئا للقرآن .
قال أندري أزولاي في حفل تكريم سامي المغربي : «... التاريخ المغربي حافل
باللحظات المزدهرة للتعايش بين مختلف مكونات الشعب المغربي وأنا كيهودي
مغربي كثيرا ما أقول في ملتقيات دولية ، بأن المغرب ظل دائما ومع توالي
العصور ، يوفر لليهود شروط الحماية والإطمئنان على المصير وخاصة في مرحلة
مظلمة جعلت اليهود يعانون من الظلم والقهر في أروبا
14_ الحسين التولالي 1924_1998رائد الملحون 2\1
من مواليد منطقة تولال سنة 1924 بضاحية مدينة مكناس ، إسمه الحسين دادوح وملقب ب»التولالي» كان يمارس الفلاحة ، حيث كان مزارعا متمكنا في زراعة الورد ، واجتذ بته الموسيقى وهو في ريعان شبابه، كان يحفظ قصائد الملحون عن طريق الإصغاء لأنه لم يكن يحسن القراءة والكتابة ، ومن بين رواد فن الملحون الذين أخذ عنهم مثل الشيخ بنعيسى الدراز والشيخ برطال والشيخ الخياطي، ومع ذلك استطاع أن يكون فصيحا في الإنشاد . في سنة 1958 انضم إلى جوق مولاي أحمد المدغري للموسيقى الأندلسية . والذي تنبأله ، وأصبح يرافقه في جوقه . برع التولالي في إنشاد قصائد الملحون مثل عبد الكريم كنون ومحمد بوستة سويط ومحمد دلال والحسين غزالي وعبد الله الرمضاني وسعيد كنون وأخرون ... ساهم في التعريف بفن الملحون إلى الأجيال الجديدة ، كما تعاون مع مجموعة «جيل جيلالة» فسجل بتعاون معها عدة أغاني وشارك معها في برنامج تلفزيوني .
الحسين التولالي رائد الملحون المغربي وأحد كبار فن القول الدارج ، وأول من درس الملحون بشكل علمي بمدينة مكناس في المعهد التابع لوزارة الشؤون الثقافية أنذاك ، وتتلمذ على يديه مجموعة من خيرة العازفين على آله العود . ومن بين القصائد التي أبدع فيها قصيدة :»الحراز» و «غيثة» و «الدمليج» و»عاري عليك « و»فاطمة» و»خلخال عويشة» و»سيدي قدور العلمي» و «ناكر لحسان» وفي المجال الرياضي يقول في قصيدة مطلعها: «يالولع بالرياضة ...
محلى لعب الكرة اللي صارت شهرة في الزمان ... «
ثم يقول في قصيدة «الشهدة» :
«... الرعد زام طبلو من بعد كناطر الصمايم
والبرق سل سيفو ويخبل في خيول لمزان
والريح فارس يشالي ......... «.
ثم قصيدته الشهيرة «فاطمة» ، نذكر منها بعض المقتطفات :
ارحمي ياراحة العقل ترحامي من جفاك طال سقامي
كيف نبقى حاير وانت مسلية روفي يالغزال فاطمة
أمولاتي والحب والهوى والعشق ونار الغرام
من حالت أصاب عطب قامو
كل واحد دار مقامو
في مهجتي وضحي بحسامو
مع سهامو
يطعن ويزيد بالجراح عدامي في غراض هاد الدامي
غير ملكت عقلي بجمالها وغلقت عنوة باب المراحمة
أمولاتي ماكان هكذاظني يابنت الكرام
تعذبي بغير سباب غلامك
بعدما قبلت قدامك
بالقهر رعيت ذمامك
من غرامك
ضاعت بجفاك الطويل اليامي ياغرايبي وهايمي
لاعاقبتني بالظلم بعدما طعتك وانت الظالمة ........
يعتبرالحسين التولالي هرم من أهرام فن الملحون وشيخ من مشايخها الكبار . استطاع أن يدخل فن الملحون لكبريات المسارح العالمية .كما أنه اشتهر في أداء أغنية «الشمعة» التي يقول فيها : ابكي يا الشمعة وارويلي يا الشمعة واحكيلياحكي بدموع الندامة قصة الغرام... الكورال:احكي يا الشمعة بدموع الندامة قصة الغرام.دمعة موردمعه وارويلي يا الشمعة واخا تنضامأنا ...يا الشمعة بحالك صابر .نبكي مع دموعك ليلي ونهاري...مظلوم ومعدب ساكت صابر...الجفا والهجر و نارك وناري..لله يا الشمعة جودي بالنور.ليلة بعام عند الي غاب حبيبهلاموه يا الشمعه من بكاه يا الشمعة وهو محظورمن حقه ينوح ويطول نحيبه حبيب...ي يا الشمعة قاطع بحوروقاطع الصحاري كيفاش نصيبه اناريخادوه يا الشمعه مني .و أداوه يا الشمعة منيمشاو بيه جوا وبرا وبحرا ...يا الشمعهوانا جوارحي ما قدروا ينساوه يا الشمعةوالقلب في نار مشحر يا الشمعةخادوه يا الشمعة منيوداوه يا الشمعه منيخادوهوداوهالفراق يا الشمعه كصهد النار..بلا جمار يقتلني ويحيينيالموت ما رحم والعيشة تحرار.وأمواج الاشواق للهوى تدينينارك يا الشمعة ليل بلا نهار.ناري على دواك شعالة تبلينيأنتي... تقدري بسرارك تبوحي ....واللي يبوح بالسر يصيب الراحةعلاش يا الشمعة تبكي وتنوحي .وأنتي في النهار تظلي مرتاحةنارك يا الشمعة تحرق الفتيلة. وانا وحرقتي ووجدان وكيانأنتي بعد... بدموعك الهطيلة تطفي شوية من حر النيرانما بقاولي دموع يا يما قولي يا الشمعة علاش تبكي قوليواش سافرو أحبابك لبلاد بعيدة؟وإلا دموع عينك زيت القنديل ؟ودموع المحبة بلا شك لهيبةيعتبر الحسين التولالي معلمة مهمة أعطت لفن الملحون الشئ الكثير. عاش المرحوم السنوات الأخيرة من عمره في ظروف صعبة ، على إثر مرض ألزمه الفراش ، إلى أن انتقل إلى جوار ربه يوم 7 دجنبر 1998 ، بمنزله بدرب الجنان بالصباغين بمدينة مكناس .بوشعيب البيضاوي 1968 _1965رائد الاغنية التمثيلية بالمغرب الحديث إسمهالحقيقي بوشعيب الزبير واشتهر بالبيضاوي لأنه ولد بمدينة الدارالبيضاء ،وبها بدأ حياته الفنية في الحلقات الجماهيرية التي كانت تحتضنها ساحةكاريان بن مسيك ، التحق البيضاوي بالمجموعة الكوميدية للبشير العلج ، وهيفرقة كانت تجمع في عروضها الفنية بين الفكاهة والتمثيل والغناء ، حيثاعتبر البيضاوي امتدادا للفنان المغربي بوجمعة الفروج الذي ظل حتىالأربعينيات يضطلع بتمثيل الأدوار الفكاهية الشعبية ، ويقلد المرأةبارتدائه زي النساء . بعد الشهرة أصبحت تحتضنه الحفلات العائليةبالدارالبيضاء . بوشعيب البيضاوي إنسان بسيط كان مسؤولا عن مطبعة بزنقةسيدي فاتح بالمدينة القديمة بالدارالبيضاء، و كان يتطرق في عمله إلىمواضيع اجتماعية .اشتغل بالإذاعة الوطنية بتقديم السكيتشات الهزلية إلى جانب القدميريوبوشعيب ازنيكة والبشير العلج ، وكان يقدم برنامج إذاعي كل يوم أحد صباحاتحت إسم «إضحك معي» .تعرف على شيوخ العيطة ومنهم الماريشال قيبو الذي كان في الأربعيناتوالخمسينيات من أبرز أعلام الطرب الحوزي وأحد رواده . كان الفنان قيبو هومن شجع ونصح بوشعيب البيضاوي بولوج الأغنية الشعبية . كما عمل البيضاويلفترة بجانب قيبو واستفاد من محفوظاته وأخذ عنه أصول هذا الفن . وبذلك كان بوشعيب البيضاوي أحد مجددي الأغنية التمثيلية الشعبية بالمغربالحديث حيث وظف العيطة التقليدية ، وتمكن من سلك مسلك من سبقوه في ممارسةالتغني بالعيطات ، كما ساهم في تجديد العيطة من حيث الموضوع وطريقة الأداءوبإدخال آلة العود التي أصبح لها مكانها من بين آلات العيطة .الفنان الشعبي والفكاهي البيضاوي ، اشتهر بفن العيطة ، كما أبدع فيالمرساوي ، في زمن كانت النساء قليلا ما تتجرأن لرفع أصواتهن والظهور أمامالملأ حتى أنه كان غالبا ما يتقمص دور المرأة في الأعمال المسرحيةوالفكاهية ، بحكم ان المسرح أنذاك ، كان مقتصرا على الرجل فقط . ومن الذين عاشروا بوشعيب البيضاوي في ميدان الفن الشعبي ، الفنان عبد اللهالبيضاوي الذي يعتبر وارث سر أسطورة العيطة المرساوية، حيث كان يرافقه منذسنة 1958 واستمر معه إلى أن التحق بوشعيب البيضاوي بالرفيق الأعلى .
أفتح
قوس عن العيوط ، من بين العيوط في الغناء الشعبي هناك العيطة الجبلية
والعيطة المرساوية والعيطة الحصباوية مثل «خربوشة «، وهي القصة التي أصبحت
أغنية شعبية لها مكانتها في وسط العيوط ، وهي قصة حقيقية للمرأة التي قالت
«لا» للقائد عيسى بن عمر في زمن كان القائد هو الحاكم المطلق في المنطقة .
لقد استطاعت أن تفضح الظلم والإستبداد الذي كان يقوم به القائد في تلك
الفترة (1840 ? 1924) هذا القائد الذي سيزوج إحدى بناته للسلطان مولاي عبد
الحفيظ ، وكان له صراع مع قبيلة أولاد زيد جعله عرضة للسان الزجالة
العيطية الشيخة حادة الزيادية الملقبة بخربوشة . وقد هربت إلى مدينة
الدارالبيضاء ، فأرسل إليها القائد عيسى أعوانه وأتو بها إليه ، فسجنها ثم
قتلها فيما بعد . قالت هذه الشيخة الزجالة :
دار السي عيسى كالوخلات مقابلة المعاشات
الخزانة كالوا رشات دبا المخزن يجددها
تم الضغط عليها لتغيير الكلمات مثل : دار السي عيسى كالو زهات كدامها شي علفات
الخزانة كالوا رشات المخزن جددها
فيما يالي بعض المقتطفات من قصة خربوشة :
دار السي عيسى خلات مقابلة المعاشات
اعيسى بن عمر أوكال الجيفة اقتال خوت
واميمتي الخطوات كتابو والطرقان اصعابو
شفتوا ماشفت أنا شفتو خيل بن عيشة
كحلين وغربيين في العلفة جاومتساويين
ويلا انتوما سمعتونا راه ازواق يطير
واللومة حارة زغبية وياعيسى ويا بن عمر
يالي كالو مطوع الحية والظالم تخلصو النية
وحق من داني ليك حتى يجيبك لي دابا تذوق وتعرف حتى انت حر الكية
لايمكن الحديث عن العيطة الشعبية المغربية دون الحديث عن بوشعيب البيضاوي الذي جعل العيطة نظيفة رغم أنها موروث متداول .
توفي الفنان الشعبي بوشعيب البيضاوي يوم 25 ماي 1965 ، بعد معاناة مع داء
السرطان ، تاركا مجموعة من الأغاني والعيطات جلها مسجل بالإذاعة الوطنية .
من بين أغانيه : «الشيباني» و «غياب علينا» ... ومن عيطاته : «ركوب الخيل»
«دادا حبيبتي «، «دبا يعفودبا يتوب»، «دبا تجي الحبيبة»، «أيامنا»،
«خوتنابالاسلام»، «عينيك جابوالهوى»، «اميلودة»، «العارالعار»، «منين أنا
ومنين أنت» ، و»يديرها الكاس أعباس» التي كتب كلماتها شاعر شعبي من مدينة
أسفي ، و»حب الرمان في السما دار دوالي» و «دار ويالي غادي» ، «مزال الحب
يدوربك» ، «وخليني خليني ، «والله يعفو ويتوب».
وبوفاته فقدت الأغنية الشعبية «العيطة» أحد أصواتها المملوءة عذوبة وقوة .
قالت عنه المغنية الشعبية العرجونية عن دوره في أداء العيطة :» إن بوشعيب
البيضاوي لايضاهى في هذا المجال « .
يتبع